قبل كم ساعة خلصت قراءة كتاب (الرجل النبيل) وسط بحر من الدموع وشعور عميق بالفقد أحسه مع آخر كلمة قرأتها فيه..
شعور صعب إنك تقرئين كتاب يحكي عن بطل بشخصية كاملة ومثالية بطريقة بشرية! تعيشين أحداثه في كل فصل من فصول الكتاب وتنتهي بموت البطل!
الصعب هالمرة إن القصة حقيقية وأحداثها صارت في حقبة زمنية تحولية، كان يتكلم فيها عن شخصية الرجل النبيل: رسول الله ﷺ فما وصلت للجزء الأخير إلا وأنا أحس قلبي ملياااااان حب، حسيت إني تعلمت منه الكثير وأنا بس أقرأ 183 صفحة!
خلال قراءتي سرحت كثير، راجعت نفسي وتصرفاتي، تخيلت مواقفه، لطفه وإنسانيته مع أصحابه وأعداؤه مع الشجر والنخل والجبل.
ودي أحكي عن تفاصيل بس بنفس الوقت ما أبغا أحرق!
بس بأحط هالاقتباس:
*اضفطي على الصورة للتكبير*
بالنسبة لي حسيت كأني عشت مع الرسول خلال الأحداث والمواقف وتعرفت عليه أكثر من الجانب الإنساني البشري الطبيعي، يعني فيه أجزاء أنا ماقد سمعت عنها من قبل زي لما أصابه الأرق والخوف في أحد الليالي وكيف تعامل مع الموقف بواقعية، قصته لما التقى بـ وحشي اللي قتل حمزه عم النبي ﷺ وكيف إنه ما قدر يطالع فيه رغم إسلام وحشي، لكن الرسول ﷺ كائن بشري تمر عليه مشاعر أي إنسان طبيعي يزعل، يغضب، يضحك، يلعب، يبارز، يمزح.. أحداث وقصص وطرائف تخليك تبتسم مرات وتزعل مرات من الموقف ومرات كثير من نفسك!
الجزء الأخير من هالكتاب كان بعنوان (وأظلمت المدينة)
مع مروري بكل فصول هالكتاب شعرت بحبي لشخصية الرجل النبيل ﷺ كل مالها تكبر، فلما وصلت لآخر فصل ما قدرت أمسك نفسي! حسيت قلبي انفطر لوفاته، كأني عشت معاه ورحل عني، بكيت من كل قلبي، وجلست وقت كل ما أتذكر أبكي، شعور انه توفى وراح عور قلبي، وحاليًا أكتب وأنا آخذ أنفاس عميقه..
ما أعرف كيف بدأت هالتدوينة، كان في بالي أكتب رأيي عن الكتاب كيف إني أشوفه من أجمل الكتب اللطيفة الخفيفة اللي تحكي عن سيرة الرسول وحياته بهالعمق والسلاسة بأسلوب شيق جدًا!
جربت أقرأ في السابق كتب عن سيرة هذا الرجل العظيم لكن حقيقي ما قد لقيت الشيء اللي يلامس قلبي وجوارحي بنفس الطريقة اللي سردها الكاتب (علي بن جابر الفيفي)..
غالبًا الكتب تكون تحتوي قصص أحداث مثل غزوات وفتوحات أو مواقف كبيرة أو تكون القصص فيها أحاديث وسند طويل وتفاصيل يمكن قد تفيد طالب علم أو باحث تهمه هالتفاصيل اللي أشوف وجودها غير مناسب في وسط الموضوع فتسبب لي شخصيا بعض التشتت وتفصلني عن جو القصة .. لكن حقيقي ما قد شفت أحد تطرق لتفاصيل شخصيته بالطريقة التحليلية مثل هالكتاب!
كلنا تعلمنا في المدرسة إنه الرسول ﷺ هو قدوتنا، لكن كثير كانوا يزرعون فكرة إنه هو كان بزمن غير عننا، أو انه كان يتعامل مع صحابة وصحابيات مو مثل وضع هالجيل وتفكيره وغيرها الكثير من الحجج اللي تخليك تعتقد مستحيل تصير زي أخلاق الرسول أو حتى صحابته عشان نكون واقعيين!....
لكن هالكتاب وراني الصورة الأكبر إللي ما كنت أشوفها، تكلم عن شخصيته وإنسانيته عن طريقته في التعاطي مع الأمور، متى يكون رؤوف ومتى يكون شديد..مو مجرد ردات فعله وأقواله نحفظها بدون تحليل..
كيف هذا الرجل العظيم ﷺ حوّل رجال غليظين في عصر الجاهلية كانوا يعبدون أصنام وعندهم عصبية قبلية ويوؤدون البنات ويظلمون النساء والضعفاء والجواري؛ صاروا رجال طاهرين رحيمين متكاتفين قوامّين في حاجات النساء ويعتقون الرقاب فقط من أجل الله ﷻ .. هذا التحول صار فقط بمعاشرة هذا الرجل النبيل ﷺ شخصية استثنائية ما قد صارت ولا بتصير، لكن مهمتنا احنا اننا نتعلم كيف نكون زيه، نتعامل بأخلاقه، نقرأ في سيرته أكثر، نحلل مواقفه، نقرأ عن طريقة تعامله مع زوجاته، عن طريقته في تربية الصغار، عن أسلوبه في القيادة والإدارة، عن تعامله مع كبار القوم وأهل الصفة، في كل أمور حياتك اللي بتحتاج فيها مرشد بتلاقي في سيرة الرسول ﷺ أمثله ومواقف مشابهة..
بالأخير..
أنصح من كل قلبي إن يكون هالكتاب رفيق الشتوية، اختاري مكان مريح للقراءة وسوي لك أجواء وطقوس خاصة..
لا تستعجلين في قراءة الكتاب، اقرئيه بتأني، حللي الأحداث وتفكري فيها، اختاري وقت هادي للقراءة بعيد عن كل المشتتات..
وأسأل الله من كل قلبي إنه يجمعنا عند الحوض بهذا الرجل النبيل ﷺ ويرزقنا شفاعته أجمعين ❣
وفوتكوووا بعافية ♡
0 comments:
Post a Comment