منذ أن بدأت في الكتابة وإلى الآن لا تزال المقدمات تأخذ عصارة وقتي وتفكيري حتى أنني أتجاهلها في كثير من المرات كما سيحصل في هذه الرسالة.
أجلس في هذه اللحظة عند النافذة التي تطل على الشجرة الخضراء الوحيدة في مواقف السكن الخارجية، وذلك من حسن حظي طبعًا! فمنذ دخول فصل الخريف هنا -في سياتل- والشجر عاري من الورق يشتكي التيبس. اليوم هو الثلاثاء، السابع والعشرين من شهر فبراير في عام 2018. لا أعلم في أي يوم يوافق في السنة الهجرية لكني موقنة بأننا في مطلع شهر جمادى الثاني أو جمادى الآخر.. أيًا كان.
*قبل أن أكمل كتابة الرسالة سأطلع على بريد إلكتروني كنت أنتظره من الأمس.. دقائق*
نعم، هذا البريد الذي كنت أنتظره وأنوي الرد عليه لاحقًا.
مشاعري بدأت تتلخبط بعدما قرأت هذا البريد من إدارة السكن، فقد أخطرتهم منذ يومين بأن عقد سكني سوف ينتهي قريبًا وسوف أعود إلى السعودية بعد شهر. رغم أنني جدًا متحمسة للعودة وفي أجندتي الكثير من الخطط والأفكار التي أتوق للبدء بها فور عودتي وبعد أن تقر عيناي برؤية أهلي وأحبابي والعودة إلى بلادي حيث إنتمائي؛ إلّا أن شعورًا بالحزن أصابني عندما شرعت جديًا بالبدء بتنفيذ الإجراءات البدائية للخروج. فقد صنعت الكثير من الذكريات الجميلة والإنجازات الرائعة وتعلمت الكثير فقط من داخل شقتي الصغيرة على شارع ميريديان.
حسنًا، لم أخطط بأن تكون هذه الرسالة حزينة أو حتى أن تأجج أشواقي حين أقرأها مستقبلًا. لكنني في المقابل أرغب بتذكير نفسي من خلالها بوضعي الحالي - في شهر جمادى الآخر على وجه التحديد- لأني أشعر أن الضغط الذي أعيش فيه حاليًا هو الذي سينتج العسل الذي أنعم به وقت قراءتي للرسالة.
من حسن حظي أنني متصرفة بشكل كبير بوقتي، فمنذ أن أستيقظ صباحًا وقبل أن أبرح سريري؛ أبدأ بالتفكير والتخطيط للهدف الذي لم يفارقني حتى في أحداث أحلامي. بعد شرب قهوتي والتلذذ بالكوكيز أبدأ بتفريغ أفكاري ومهامي على الورق وثم الإعتكاف على إنجاز ما أنجز منها. لدي حلم كبير! أكبر من أن أبوحه لأحد، فقد عاهدت نفسي أن أتخذ خطوة صغيرة نحوه كل يوم، لكنني أجد نفسي في المقابل أجري وأوثب بلا توقف خلال جمادى الآخر.
الشعور الذي يجتاحني في هذه الفترة مثل شعور الرياضي الذي يتصبب عرقًا ويزفر أثناء تمرينه لكنه يشعر بالنشوة العارمة لتطور قدراته وانتصاره أمام راحته، وتقديره العظيم لصحته وجسده.
أدرك تمامًا أن ما أمر فيه حتمًا صعب لكنني أجزم بأنني أستطيع -بقوة الله- تجاوزه بفخر، وسأشكر نفسي عليه حين أقرأ رسالتي.
في مطلع هذه السنة الميلادية لم أحصر رغباتي بما يخطر في بالي في شهر يناير فقط لأضع قائمة طويلة من الأهداف الكبيرة والتي لاحقني بعضها لعدة سنين دون تحقيق، لكنني قررت في هذا العام أن أفوض أمري وأسلمه لمن كتب قدري، قررت بأن أكون أكثر مرونة للتغيرات، أن أوجه نظري عند كل منعطف ولا ألتفت للجهة الأخرى، أن أرحب بكل الأفكار التي تراودني نفسي بصعوبة تحقيقها، أن أجعل دائرة راحتي كبيييييرة وأخرج منها دائمًا لتتسع أكثر.
لذلك أسميت هذه السنة بـ "سنة الإزدهار" لأني موقنة بأن الكثير من البراعم في داخلي سوف تزهر وستكون بدايتها جمادى الآخر.
- روان المستقبلية، أرفقي هذه الرسالة في كتاب سيرتك عندما تتحدثين عن بداياتك، تحدثي بها في خطاباتك الملهمة.
مؤمنة أنك إنسانة إستثنائية وستكونين كذلك دومًا..
حتمًا فخورة بك 💫
--------------------------------------------------------------------------------------------
تم إرسال هذه الرسالة إلى نفسي بعد ثلاثة سنوات عبر مواقع
https://www.futureme.org/
حبيت التدوينه كثير روان لامستني خصوصاً خطواتك البسيطه لحلمك الكبير ان شالله تحققي
ReplyDeleteوتنوري السعوديه بجيتك
حبيبتي عبير مرره شكرًا على لطف كلامك 💖💖
Deleteتدوينة تلامس المشاعر وكلمات تجعل الشخص يتوقف صامتاً لكي يفكر ويتعمق في مكنون هذه الكلمات، أتمنى لك حياة جميلة كلها تفاؤل وعمل بنتائج تتخطى احلامك وتصعد بك إلى عنان السماء انجازاً وتشريفاً
ReplyDeleteشكرًا على لطفك 💖
Deleteأتمنى لك كل خير~
رسالة جميلة ربي يوفقك و يحقق كل احلامك
ReplyDeleteياه ياروان، لا تبدو هذه الرسالة لكِ وحدك، فقد لامس بوحك مشاعري. الرسالة حزينة برقة، ناعمة كربتٍ على الكتف، ملهمة كالصباح. الأجمل من هذا أني فوجئت بقوة قلمك الفصيح و الذي يجدر بك أن تكتبي أكثر بهذه الطريقه
ReplyDeleteشكرا لمشاركتنا شيئا من نفسك
أسعدني كثيرًا تعليقك الجوهرة 💖 أحينًا بعض المشاعر تولّد معها المفردات.. سأحاول الكتابة فيه بين الفينة والأخرى 💫
Deleteشكرًا على السعادة التي منحني إياها تعليقك، واتمنى أن لا أكون منحتك عكسها من خلال رسالتي 😂
رسالة جميلة جداً و احسها مليانة أحاسيس و انا اقرأ حسّيت بشعور غريب و يارب توصلي للي تحلمي فيه 💕💕
ReplyDeleteمرره شكرًا لولا 💗 ربي يسمع منك ويعطيك أضعاف هالدعوة الحلوة يارب
Deleteيا حلوك وأنت تتكلمين بالفصحى ، جذابه تماما نفس لما تتكلمين بالعامية ..
ReplyDeleteالله يقويك ، حبيت تسميتك للسنه بيعطيك حافز كبير ، دائماً تعجبني فيك ماشاء الله روح الطاقه والإيجابية ..
مؤمنة إنك بتحققين الكثير وتنذهلين من حجم انجازاتك ، لأنك آمنتي بنفسك واتوكلتي على ربك و كتبتي أمنياتك ..💓
ربي يسعدك حنيين 😍 مررره شكرًا عالإطرااء 💓
Deleteحقيقة أحب أسمي كل سنة بمسمى مختلف يحدد توجه أهدافي خلالها وهالشيء جدًا يعطيني طاقة 💫
❤❤❤❤ حب كبيررر للطافتك حنين